بقلم/ناصرالحربي
إن ذلك الخلق الذي نستعيذ بالله منه – صفة بشرية ذميمة لا تليق بمن آتاهم الله بسطة في الثقافة والاطلاع وإلماماً بشؤون الحياة والمجتمع؛ لأمم مطـالبون – قبل غيرهم – بالتطبيق العملي الذاتي بتزكية النفس وسلامة الوجدان والأعماق من كل الشوائب والمفاسد .. وهم مدعوون - بلسان الوفاء والولاء – إلى توجيه أمتهم والتعالي بمجتمعهم نحو مواطن التكافل والتماسك وتوحيد الغاية والوسيلة في رحلة الحياة الطويلة الشاقة . إن الحياة – ذميمة هزيلة – إذا ما حفت بما يجعلها عَبَثاً شائنا يُقتل به الزمنُ وتهدد بواسطته صروحُ التآخي والتلاحم المحمود؛ وإنه لمن العيب على أي مجتمع يملك الإدراك والوعيّ وسلامة التخطيط أن يظل حائرا يتجرع أنقاضه وأدواءه مطلقا الزمام الافواه الهجينة – دون إمساك بها – لا لتفتش عن عيوبها الذاتية والاجتماعية فتعالجها وتصلحها ولكن لتشعل النار الكاوية والمحرق للمحبة والألفة وذلك بإطلاق النقدِ الجارح للآخرين وتشويه أعمالهم وسلوكهم ببهتان يفترونه عليهم ويقتلون به طموحًهم ومواهبهم ونشاطاتهم المختلفة..! لو أن أي إنسان – في هذا الوجود – صرف نظره عن عيوب الناس وملاحقة أعمالهم ، وَنَصب الميزان العادل لأعماله وعيوبه التي يقوم بما في أيام عمره القصير وأجرى عليها فحصاً دقيقا يميز به المحاسن والمساوئ ويخلص النفيس من الزهيد فأصلح ما فسد وقوّم ما أعوج ونبا لكان ذلك خدمة جليلة لنفسه وإنصافاً واعياً لمجتمعه وقومه ؛ ولرسم لحياته الخاصة والمشتركة طريقاً أميناً إلى الرشاد والسداد لايظل فيه السالك ولا يجانبه البصير.. !! ما أشقى شخص مسلوب الإرادة والخُلُق ، متجرد من التوادّ والتراحم والمحبة.. ، – لا يملك الحيـاة ولكنه في حساب الأموات الذين لم يتركوا أثراً يُذكر ولا خيرا يُشكر .. !!
ختم المقال بيت شعرمن ديوان العرب للشاعر الجاهلي عَدِيّ بن الرَّعلاء الغسّاني حيث قال:
"ليس من مات فاستراح بِمَيْت
إنما الميت مَيْت الأحياء"
إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم
ابتساماتاضغط هنا لترى الكود!
لاضافة ابتسامة يجب على الاقل وضع مسافة واحدة قبل الكود.