[ معركة الوعي الوطني: الدفاع عن الحقيقة في عصر الشاشات/بقلم ناصرمضحي الحربي معركة الوعي الوطني: الدفاع عن الحقيقة في عصر الشاشات/بقلم ناصرمضحي الحربي | صحيفة بيان الإعلامية
اقدم المواضيع

0

 


كتبها – ناصرمضحي الحربي

في عصر الشاشات الذي نعيشه اليوم، أصبحت المعلومات تُعرض في شكل مستمر وفي متناول الجميع، مما يجعل من الصعب على الفرد الحفاظ على وعيه الوطني وتنمية فهم سليم للواقع ، تختصر الأجهزة المحمولة، ومنصات التواصل الاجتماعي، والأخبار الرقمية، طرق استهلاك المعلومات في حياة الأفراد اليومية، مما يسمح بنقل المعلومات بسرعة ومن دون رقابة كافية ، في هذا السياق، تتجلى المعركة الخفية حول الحقائق، حيث تتحول الأبعاد المختلفة للمعلومات إلى سلاح يخدم أجندات متعددة .

تُعتبر الشاشات، بمختلف أشكالها، محور التفاعل الاجتماعي والإعلامي، مما يزيد من تعقيد الوضع القائم ، تسهم هذه المنصات في نشر المعلومات، ولكنها أيضاً تحتضن الأكاذيب والمعلومات المضللة التي يمكن أن تؤثر سلبًا على الوعي الوطني ، تكمن التحديات الكبرى في كيفية تمييز المجتمعات بين الحقائق والأكاذيب، خاصة في ظل وجود معلومات تتسابق حول الأحداث الجارية دون تدقيق أو مراجعة مُعتمدة ، هذا الواقع يجعل الأفراد في مواجهة مستمرة مع تدفق المعلومات غير الموثوقة، الأمر الذي يتطلب الواعيين منهم تطوير مهارات التفكير النقدي .

تتجسد المعركة في اختيار الأفراد لمصادر المعلومات، ومدى حرصهم على التحقق من صحتها، حيث أن الاستخدام الذكي للمعلومات يمكن أن يعزز الوعي الوطني ويوفر فهمًا أفضل للأحداث ، إن تعزيز التعليم والتربية الإعلامية يلعبان دورًا محوريًا في تجهيز المجتمع لمواجهة تحديات عصر الشاشات، حيث يُصبح الفهم الدقيق للأخبار والمعلومات أداة أساسية في الحفاظ على الهوية الوطنية ، هذا الأمر يُبرز أهمية البحث عن الحقيقة في عالم يملؤه الشك والتضليل .

تأثير الأكاذيب: سلاح مدمر
تعتبر الأكاذيب وسيلة فعالة لإضعاف الوعي الوطني، حيث يتم استخدام المعلومات المضللة لتغيير الروايات الوطنية وصناعة الفوضى في المجتمع ، عند انتشار الأكاذيب، تتأثر مشاعر الانتماء والفخر الوطني بشكل كبير ، الكذب، سواء كان عبر وسائل الإعلام التقليدية أو منصات التواصل الاجتماعي، يُستغل كأداة لهدم الثقة بين الأفراد والدولة، مما يؤدي إلى تآكل روابط المجتمع وفقدان القيم الوطنية الأساسية .

من الأمثلة الواقعية التي يمكن استعراضها هي ما شهدته بعض الدول من حملات تشويه للحقائق التاريخية عبر الإنترنت ، حيث تُنشر معلومات مغلوطة حول وقائع تاريخية معينة، مما يهدف إلى تقويض الفهم الجماعي للهوية الوطنية ، في كثير من الأحيان، تكون هذه الأكاذيب مصحوبة بصور أو مقاطع فيديو تُستخدم لإثارة المشاعر السلبية تجاه رموز الوطن أو أحداث معينة ، إن التأثير العاطفي لهذه الأكاذيب يمكن أن يكون مدمراً، مما يؤدي إلى انقسام المجتمع وتهديد استقراره .

يتطلب التصدي لهذه الظاهرة وعياً جماعياً وإستراتيجيات فعالة للتثقيف حول كيفية التعرف على المعلومات المضللة ، ينبغي على الأفراد والمجتمعات أن يكونوا قادرين على تحليل المعلومات بعقلانية، والتحقق من الحقائق قبل تصديق أي رواية قبل المشاركة بها أو نشرها ، تنمية الحس النقدي لدى الشباب وتعليمهم كيفية التعامل مع المعلومات بشكل واعٍ تمثل خطوات أساسية على طريق تعزيز الوعي الوطني وحماية الحقائق التاريخية .

الحقيقة: معقل يجب الدفاع عنه
تُعتبر الحقيقة أحد العناصر الأساسية التي تساهم في بناء الهوية الوطنية، حيث تشكل أساساً متيناً لوعي الأفراد وتعزز تماسك المجتمع ، في عصر الشاشات والتكنولوجيا، تواجه الحقيقة تحديات كبيرة تتمثل في الشائعات والمعلومات المضللة التي يمكن أن تؤثر سلبًا على وعي الناس وإدراكهم للواقع ، لذا، من الضروري أن يلعب الأفراد المجندون في الدفاع عن الوطن دور حراسة الحقائق، وذلك من خلال التحقق من المعلومات ومشاركتها بعناية .

يساهم الإعلام الإيجابي بشكل فعّال في نشر الوعي وتعزيز المصداقية ، يجب على وسائل الإعلام، سواء كانت تقليدية أو رقمية، أن تتحمل مسؤولية نشر المعلومات الدقيقة والموضوعية، مما يعزز قدرة الأفراد على التمييز بين الحقائق والأكاذيب ، يمكن أن يصبح الإعلام وسيلة لنشر الرسائل الإيجابية وتعزيز القيم الوطنية عند تقديم محتوى يدعو إلى التفاؤل والانخراط في المجتمع ،

لا تقتصر مسؤولية الدفاع عن الحقيقة على الإعلام فقط، بل تشمل أيضاً الأفراد العاديين، الذين يمكنهم اتخاذ إجراءات بسيطة مثل التحقق من مصادر المعلومات قبل مشاركتها أو النقاش حولها ، يمكن أيضاً استخدام شبكات التواصل الاجتماعي للترويج للحقائق من خلال توصيل المعلومات المتعلقة بالشؤون الوطنية بطريقة مبنية على النزاهة والاحترام ، من خلال هذه الجهود الجماعية، يمكن للمجتمع أن يساهم في تعزيز الوعي الوطني وحماية الحقيقة لمواجهة التحديات المتزايدة في العالم الرقمي .

كل سعودي مجند: المسؤولية المشتركة
لكل فرد في المجتمع السعودي دور حيوي في الدفاع عن الوطن وحماية الوعي الوطني ، إن التصدي للأكاذيب وتعزيز الحقيقة يتطلب مجهودًا جماعيًا حيث يصبح كل سعودي مجندًا في معركة الوعي الوطني ، فهناك حاجة ملحة لتبني مبدأ التفكير النقدي عند تناول المعلومات المتاحة عبر وسائل الإعلام المختلفة، وذلك لكشف الحقائق وإنقاذ النقاشات من التضليل ، لذا، يجب على المواطنين أن يكونوا مستعدين للتساؤل والتحقق من المعلومات بدلاً من قبولها كمسلمات .

كما أن المشاركة الفعالة تُعتبر أساسًا للمحافظة على الوعي الوطني ، يمكن لكل مواطن أن يسهم في نشر الوعي من خلال الحوار والتفاعل مع أفراد المجتمع، سواء في المجالس العامة أو عبر المنصات الاجتماعية ، يتطلب الأمر استخدام الأدوات المتاحة لنشر الأفكار الإيجابية، والدفاع عن الحقيقة، وفي الوقت ذاته تعزيز الروح الوطنية ، إن العمل الجماعي هو السبيل لتحقيق التماسك الاجتماعي، مما يمكّن الأفراد من مواجهة التحديات الإعلامية بالشكل المطلوب .

Kommentar veröffentlichen

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم

ابتسامات
:) :)) ;(( :-) =)) ;( ;-( :d :-d @-) :p :o :>) (o) [-( :-? (p) :-s (m) 8-) :-t :-b b-( :-# =p~ $-) (b) (f) x-) (k) (h) (c) cheer
اضغط هنا لترى الكود!
لاضافة ابتسامة يجب على الاقل وضع مسافة واحدة قبل الكود.

 
الى الاعلى