ملتقى الفنون الشعبية في عنيزة: تعزيز الموروث الفني والفنون الأدائية/ كتبها ناصر مضحي الحربي

 

• يقام ملتقى الفنون الشعبية في محافظة عنيزة في دار عنيزة للتراث ويعد هذا الحدث الثقافي الفريد من نوعه فرصة مميزة للاحتفاء بالموروث الفني والفنون الأدائية التي تمثل جزءاً لا يتجزأ من الهوية الثقافية للمملكة العربية السعودية .
• تسعى دار عنيزة للتراث من خلال تنظيم ملتقى الفنون الشعبية إلى تحقيق جملة من الأهداف الرئيسية ، يأتي في مقدمتها تعزيز الاهتمام بالموروث الفني والفنون الأدائية، والعمل على نشر الوعي بأهميتها ودورها في المحافظة على الهوية الثقافية ، كما يهدف الملتقى إلى التعريف بتفاصيل هذه الفنون، سواء من حيث الأدوات المستخدمة أو الأساليب والألحان التقليدية، مما يساهم في تكوين صورة ذهنية جميلة عن محافظة عنيزة وتراثها الغني .
• يهتم الملتقى بتسليط الضوء على الفنون الشعبية كمصدر إلهام للأجيال الشابة، مما يعزز من ارتباطهم بتراثهم الوطني ، من خلال ورش العمل والعروض الحية، واكتساب معرفة عملية عن الفنون الأدائية التقليدية ، هذا التفاعل المباشر يسهم في نقل المعرفة بشكل فعال ويعزز من شعور المجتمع بأهمية الحفاظ على تراثه .
• تعتبر محافظة عنيزة من المحافظات التي تميزت بثرائها الثقافي وتاريخها الفني العريق، ومن هنا يأتي دور الملتقى في إبراز هذه الجوانب وتقديمها للجمهور بشكل مميز وجذاب ، بتنظيم هذا الملتقى، تسعى دار عنيزة للتراث إلى تقديم تجربة ثقافية متكاملة تجمع بين التعليم والترفيه، مما يساهم في تعزيز السياحة الثقافية ويسهم في تنمية المجتمع المحلي .
• تُعتبر منطقة القصيم عامةً، ومحافظة عنيزة خاصةً، مركزًا حيويًا للفنون الشعبية والموروثات الفنية التي تجسد تاريخ وثقافة المجتمع المحلي ، وتزخر هذه المنطقة بأنواع متعددة من الفنون التي تعكس تطور الحياة الاجتماعية والثقافية على مر العصور ، ومن بين هذه الفنون الشعبية نجد الرقصات التقليدية مثل العرضة والسامري، حيث تُعد العرضة من أبرز الفنون القتالية التي تُقدم في المناسبات الوطنية والأعياد لتعزيز الروح الوطنية والانتماء ، يُرافق هذه الرقصات الأهازيج والأغاني الشعبية التي تحمل في طياتها القيم والعادات والتقاليد .
• لا تقل الحرف اليدوية أهمية عن الفنون الأدائية، إذ تشتهر عنيزة بصناعة السلال والمنسوجات التقليدية، وهي حرف تُمارس منذ القدم وتعكس مهارات الحرفيين المحليين ودقة عملهم ، تدخل الألوان والنقوش التراثية في هذه المنتجات لتكون شاهداً على تاريخ المنطقة وفنّها العريق .
• أهمية الحفاظ على هذه الفنون والموروثات الفنية تتجاوز الجوانب الجمالية، حيث تُعد جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية للمجتمع ، وتساهم هذه الفنون في تعزيز الوعي بالتراث وتجديد الروابط بين الأجيال، مما يضمن استمرارية هذه الفنون وتوريثها للأجيال القادمة ، كما أن الحفاظ على الفنون الشعبية يُعد عنصرًا هامًا في التنمية السياحية، حيث تجذب هذه الفنون الزوار والسياح الذين يسعون لاكتشاف الثقافة المحلية والتعرف على تاريخ المنطقة .
• يقدم ملتقى الفنون الشعبية في عنيزة مجموعة متنوعة من الفعاليات والأنشطة التي تهدف إلى تعزيز الموروث الفني والفنون الأدائية ومن بين الفعاليات المميزة التي يحتضنها الملتقى، تأتي العروض الفنية والمسرحية في مقدمة الأنشطة، حيث يتم تقديم عروض مسرحية تعكس التراث الثقافي والشعبي للمنطقة، مما يسهم في إحياء التراث وتعريف الأجيال الجديدة به .
• بالإضافة إلى العروض المسرحية، تُنظم في الملتقى ورش تعليمية تستهدف تطوير مهارات المشاركين في مجالات متعددة من الفنون الشعبية ، تشمل هذه الورش تعليم الصناعات اليدوية التقليدية، مثل الحرف اليدوية والنسيج، فضلاً عن ورش لتعليم الفنون الأدائية كالرقص الشعبي والموسيقى التقليدية ، تهدف هذه الورش إلى نقل المعرفة والمهارات التقليدية إلى الشباب، وضمان استمرارية هذه الفنون عبر الأجيال .
• كما يضم الملتقى معارض فنية تعرض أعمال الفنانين المحليين التي تعكس الجوانب المختلفة من التراث الثقافي والفني للمنطقة ، تُعد هذه المعارض مناسبة للزوار للاطلاع على الإبداعات الفنية والتفاعل مع الفنانين، مما يعزز من التبادل الثقافي والفني ويشجع على دعم الفنون المحلية .
• وتُعقد خلال الملتقى محاضرات تتناول موضوعات الفنون الشعبية والتراث الثقافي، حيث يتم استضافة خبراء ومتخصصين لتقديم رؤى عميقة وتحليلات حول أهمية الفنون الشعبية ودورها في الحفاظ على الهوية الثقافية ، تسهم هذه المحاضرات في زيادة الوعي الثقافي والفني بين المشاركين والزوار، وتفتح باب النقاش حول سبل دعم وتطوير الفنون الشعبية .
• يتم تنظيم هذه الفعاليات والأنشطة بعناية لتقديم تجربة متكاملة وجذابة للمشاركين، مع التركيز على تعزيز الوعي الثقافي والفني ، من خلال هذه الجهود، يسعى ملتقى الفنون الشعبية في عنيزة إلى إحياء التراث الفني والفنون الأدائية، وجعلها جزءاً لا يتجزأ من الهوية الثقافية للمنطقة .
• يمثل ملتقى الفنون الشعبية في عنيزة حدثاً مهماً يعزز التفاعل المجتمعي ويدعم السياحة المحلية بشكل ملحوظ ، ويلعب المجتمع المحلي دوراً حيوياً في إنجاح هذه الفعالية من خلال المشاركة الفعالة في التنظيم والاستضافة، مما يعكس روح التعاون والتكاتف بين أفراد المجتمع ، يتيح الملتقى لأهل عنيزة الفرصة للاعتزاز بتراثهم الثقافي والفني، ويعزز من انتماءهم للمكان .
• الأثر الثقافي للملتقى لا يقل أهمية عن الأثر الاقتصادي، حيث يساهم في نشر الوعي بأهمية التراث الثقافي والفنون الشعبية ، من خلال العروض والورش الفنية، يتم تناقل المعرفة الثقافية والفنية بين الأجيال، مما يضمن استمرارية هذا الموروث الغني ، كما يعزز الملتقى من مكانة عنيزة كمركز ثقافي مهم في المملكة، مما يفتح الآفاق لتعاونات ثقافية وفنية مستقبلية مع جهات محلية ودولية
• باختصار، يمثل ملتقى الفنون الشعبية في عنيزة نقطة تلاقٍ بين التفاعل المجتمعي والدعم السياحي، مما يسهم في تحقيق تنمية شاملة ومستدامة للمنطقة على الصعيدين الاقتصادي والثقافي ، يعكس الملتقى قيم التعاون والتضامن بين أفراد المجتمع، ويعزز من مكانة عنيزة كوجهة سياحية وثقافية مميزة في المملكة العربية السعودية .