الإحتواء قبل الضياع بالأهواء - بقلم الكاتب - عادل نايف الحربي

‏الاحتواء والأهواء نقيضان لا يتفقان أبدا فإن آفة النفس هي "الهوى" وهو  يعني ميل النفس إلى الشيء التي تهوى وقد يكون انحراف  إلى ما لا تحمد عقباه  بلاء هوادة أو ابتغاء فيا ليت أهل الأهواء أدركوا تلك الآفة  قال تعالى في محكم كتابه  : ( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ )النازعات (40)
وحري بالإنسان احتوائه لنفسه ولمن حوله دليلا على النضوج العقلي لديه وتحمله للمتاعب ومشاقة في العناء وقوة الصبر  ومما لاشك وكما قيل أن الأشياء الجميلة لدى الإنسان سترحل  يوماً ان لم تجد ذلك الاحتواء  وإن الصبر وإن طال أمده لابد ان ينفذ ، فالاحتواء يعني المقدرة على تقديم الرعاية الإنسانية الشاملة للإنسان من قبل إنسان ، وفي علم النفس التحليلي الاحتواء   تعبر عن حاجة الإنسان  لشخص آخر كالمساعدة وغيرها في تلبية المشاعر ونحوها .
الاحتواء معنى عظيم لو فهمناه جميعاً وأخذنا به لصار كل زوج سعيد ، وصارت كل زوجه ملكة فى بيتها
فالاحتواء يقتله أنانيه أحد الطرفين فيكتفي بالأخذ متناسياً أن الطرف الآخر يحتاج إليه ، ففي الاحتواء الفكري يستطيع الشريكين تحمل كلً منهم الآخر ومن هذا المبدأ يتغلب الشخص على المشاكل .
كما يلعب الاحتواء بعيداً عن الأهواء دوراً هاماً في القدرة على الإقناع وتفهم الأمور من الطرفين بكل أريحيه وسلاسة بعيداً عن الصراخ والأوامر ، وبالمودة والرحمة تحل أعظم المشاكل ولو بحلً جزئي وشيئا من التنازل .
وأهم احتواء هو احتواء الأبناء بالهدوء والحكمة والصبر وأساليب التربية الجيدة ، فلن تستطيع احتوائهم قبل احتوائك لذاتك بالثقة بالنفس وباحتوائك لشريكك .