منذ أكثر من ثلاثين عاماً بدأت شاشات التلفزة العربية عموماً ، والخليجية بوجه خاص، تعرض مسلسلات بدوية. وهي في الحقيقة لا تمت لهذا التراث بأية صلة ومن المؤسف جدا أن القائمين على إنتاج تلك المسلسلات يضعون ابن البادية في صورة واحدة لا خروج عنها ، وهي حب النساء والثار والغدر.. أما الممثلون فهم من أبناء المدن ولا يعرفون شيئاً عن البداوة ولا يجيدون اللهجة البدوية ، فتاتي تصرفاتهم وألفاظهم مثيرة للسخرية .
وحول هذا الموضوع أجرينا الاستطلاع التالي بين فئة من متابعي المسلسلات البدوية للتعرف على حقيقة مواقفهم من تلك المسلسلات ، وما الأسلوب الأمثل لمواجهة هذه الظاهرة المؤسفة .. فماذا قالوا ؟

الأستاذ عادل بن نايف الحربي يقول : أن المسلسلات البدوية التي تعرض على شاشة التلفزيون دخيلة على مجتمعنا وعلى البدو بشكل عام ، لأنها تفرض بعض الأمور الخالية من الحقيقة وهى بعيدة جدا عن العادات البدوية الأصيلة بينما يؤكد محمد زيد مقبل أنه شاهد كثيراً من الأعمال التلفزيونية البدوية ولكنها لم تكن تمثل بيئتنا ولا ترتبط بواقع البدو .. ويطالب بإيقافها، راجيا من القائمين على الإنتاج التلفزيوني أن يختاروا أشخاصا أكفاء لمثل هذه الأعمال التراثية والبديل الناجح هو توفر أعمال يؤديها أبناء البيئة البدوية سواء كانوا مؤلفين أم مخرجين أم ممثلين

ويرى سعد أبو ريان أن هذه المسلسلات لا تمثل تراثنا وليس لها علاقة بالبداوة ولا تعبر أبدا عن حياة البدو وليس لها علاقة بأوضاعهم وأفكارهم لا من قريب أو بعيد وقال : أتمنى لو أني أشاهد مسلسلا بدويا ناجحا ومقنعا ، فالأحداث كلها مرتجلة والمشاهد مهزوزة والألفاظ بعيدة جدا عن البداوة ، وليس هناك تطور منطقي للأحداث وإنما هي افتعال مكشوف ليس له معنى ، ولا يمكن الوقوف في وجه هذه الظاهرة مالم تتضافر جهود الفنانين البدو تحديدا لإنتاج إعمال حقيقية تقنع المشاهد وترضي طموحه

يوافقه الرأي محيسن أبو سطام الذي يقول يمكن أن نقول عن المسلسلات البدوية الموجودة في الساحة الفنية إنها لا تمثل البيئة البدوية بأي شكل من الأشكال ، والبديل هو وجود فنانين من البيئة الخليجية تحديداً يكتبون ويمثلون ويخرجون تلك الأعمال ، لنشاهد تراث الآباء والأجداد على الوجه الأكمل.
ويشير فهد ألغرابي بقوله : لقد ظهرت في الآونة الأخيرة قنوات تعرض أعمالا بدوية في غاية السوء وقلة الذوق ، حيث إن كل من هب ودب بدأ يمثل تلك الإعمال واختلط الحابل بالنابل ، فلم تعد تجد أي نكهة بدوية فى تلك الأعمال التي لا جديد فيها وتعاد بشكل دوري ومستمر ، وأضاف قائلا.. إنني أؤكد على وجود فنانين ملتزمين ومرتبطين بالبيئة البدوية لينتجوا لنا أعمالا محترمة ويوقفوا هذه المهازل

ويستنكر نهير العبيد الله أن نسميها "مسلسلات بدوية " قائلاً : لأنها لا ترتبط بالبدو ولا تصور حياتهم ، فهي ـ في رأيه . أعمال مرتجلة ليس لها غاية سوى الكسب ، وخاصة بعد أن بدأ الناس يهتمون كثيرا بالأعمال البدوية ويقبلون على مشاهدتها، ولكن أولئك الفنانين للأسف لم يحترموا رغبة الناس ولم يقدروا مشاعرهم ، ويجب على الفنانين البدو أن يتكاتفوا من أجل إنجاز مسلسلات بدوية جديدة بعيدة عن التكرار الممل وتكون إعمال صادقة ونظيفة، وإلا فإن الساحة ستظل مباحة أمام هؤلاء الدخلاء على الفن البدوي
إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم
ابتساماتاضغط هنا لترى الكود!
لاضافة ابتسامة يجب على الاقل وضع مسافة واحدة قبل الكود.