[ جوانب الشر..ونقاء الطفولة - بقلم ناصرمضحي الحربي جوانب الشر..ونقاء الطفولة - بقلم ناصرمضحي الحربي | صحيفة بيان الإعلامية
اقدم المواضيع

0
يحار الاباء والامهات فيما اذا كان ينبغي ان يحكوا لاطفالهم عن جرائم العنف التي تتضمنها نشرات الاخبار في التليفزيون وتنشر تفاصيلها الصحف من عدمه ويرى البعض ان اطفال اليوم يعرفون اكثر ويتحملون اكثر مما نظن وان من الواجب تعريفهم بالعدوان الذي يملأ عالم اليوم لانهم سيخرجون الى هذا العالم ومعرفتهم هذه تيسر لهم التعامل الواقعي من عالم الشر كما يزعم انصار هذا الرأي وهم يذهبون الى ان الصراحة واجبة وان الطفل سيعرف كل مانحاول اخفاءه رضينا ام كرهنا وعندئذ يتهمنا بإخفاء الحقيقة عنه وهذا امر يتساوى مع الكذب والغش وهو قادر على تفهم مانحكيه من الحوادث العنيفة ومخاطر الامراض والمجاعات والفيضانات وكوارث الطبيعة بل ان البعض يذهب الى حد الايعاز بأن الاطفال في عمر سبع سنين يستطيعون ان يفهموا اخطار الحرب ومخاطر الاسلحة النووية ويفلسف الامر بعض انصار رواية كل مايتعلق بالعدوان قائلين ان هذه الرواية تلتقي مع النزاعات الشريرة التي لايخلو منها كائن ولهذا يسهل على الطفل فهم بواعث الشر والعدوان وعلى الطرف الاخر يبالغ بعض الاباء في اخفاء الجرائم عن الاطفال الى حد انهم لايسمحون لهم برؤية نشرة اخبار التليفزيون حتى لايعرفوا شيئا عن الكوارث الطبيعية وما الى ذلك من اخيار الشر والمرض والفقر والاعتداءات والمبالغات في حماية الطفل بدعوى براعته اسلوب لاتقره التربية الحديثة ولكن اتباع نظرية التحليل النفسي التي تفسر السلوك على اساس الجنس والعدوان لايوافقون على الصراحة المتناهية مع الطفل في رواية الرعب له ولايقبلون كذلك زيادة حماية الطفل لبراءته وهذا هو موقف معظم نظريات التربية وعلم النفس والرأي الذي يقبله العقل يقول : قولو للطفل معظم الحقيقة ولكن بعبارات عامة وتحاشوا صدمة براعته وذلك بالتمهيد والتبسيط ولاتدخلوا في التفاصيل المرعبة او الوصف البشع، ولكن هذا الرأي يشترط ان نحكي للطفل مايتناسب مع عمره وكل ماكبر امكن شرح المسائل الاكثر تعقيدا له على ان اي شرح يجب ان يتحاشى الاثارة او الاخافة ونحن من انصار هذا الرأيمع اضافة شرط اليه هو عدم الحكاية الا ان كان ذلك ردا على اسئلة الطفل ويحسن في جميع الاحوال تفادي عرض افلام الرعب على الصغار سواء في التليفزيون او الفيديو واذا كان عرضها امرا حتميا لارضاء الراشدين فلابد من صرف الاطفال اللعب او المذاكرة او الاشتراك في اي نشاط اخر بعيدا عن مناظر الرعب هذه وفي جميع الاحوال يراعي التمهيد للطفل وعدم اللجوء الى طرق الاثارة في الرواية بل تفضل العبارات العامة والكلمات المبهمة مع تعليق الوالدين بأن العنف غير انساني فضلا عن تحريم الاديان السماوية كلها له وانه ينافي القيم والاخلاق اما تفسير الكوارث الطبيعية فيحسن ان يكون بأسلوب علمي وتقديم تفسير واقعي الحالات المتضررين واستغلال الموقف في اثارة روح المشاركة الانسانية والتبرع للمنكوبين وبيان (ثواب)) مواساتهم ومحاولة التخفيف عنهم والاشارة الى روح التكافل . الاجتماعي الواجبة نحو اخواننا في الانسانية اما عند حكاية الجرائم فمن المهم افهام الاطفال ان الجريمة مهما تخفت وتسترت فلا بد ان تصل يد العدالة الى المجرم ولابد ان يعاقب جزاء ما اقترفت يداه فضلا عن نبذ المجتمع له وعذاب ضميره اي اننا نلجأ الى جوانب الخير في النفس الانسانية دائما حتى ونحن نحكي عن جوانب الشر او الادى في المجتمع الانساني كله.
ـــــــــ

Post a Comment

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم

ابتسامات
:) :)) ;(( :-) =)) ;( ;-( :d :-d @-) :p :o :>) (o) [-( :-? (p) :-s (m) 8-) :-t :-b b-( :-# =p~ $-) (b) (f) x-) (k) (h) (c) cheer
اضغط هنا لترى الكود!
لاضافة ابتسامة يجب على الاقل وضع مسافة واحدة قبل الكود.

 
الى الاعلى